لنا دوما معكم لقاء

السبت، 29 نوفمبر 2025

مهرجانات تلمع… ومسرح يحتضر في الظل: من يقتل الروح؟!"

 


بقلم :الإعلامي والسيناريست "أحمد بوعروة"
منشور في عدد آخر الأسبوع في جريدة "الأحداث المغربية "
تقديم — قراءة في صوت مسرحي حقيقي
حين نتحدث عن عبد الكريم برشيد، فنحن لا نستحضر اسماً عابراً في تاريخ المسرح المغربي والعربي، بل نتحدث عن مسار متفرد، عن مفكر ومؤسس ومنظّر، عن رجل عاش المسرح كهوية لا كوظيفة، وكقدر لا كنشاط ثقافي. منذ انبثاق كتاباته الأولى، مرورًا بتأسيس “الاحتفالية” كأفق فكري وجمالي، وصولاً إلى مشاركاته في مؤسسات عربية ودولية وإسهاماته في إعداد خرائط واستراتيجيات للمسرح العربي، ظلّ عبد الكريم برشيد صوتًا يقاوم السائد، ويطالب بالجوهر بدل القشور. نصه الأخير، المنشور على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، ليس مجرد منشور، بل ورقة فكرية حارقة وضع فيها تشريحًا صريحًا لحالة المسرح العربي، وكشف فيها عن السؤال الأكبر: من يقتل روح المسرح؟ هذه القراءة ليست تلخيصًا لما كتبه، بل محاولة للدخول في عمق رؤيته، وتحويلها إلى مادة للتفكير لا للاستهلاك.
1. بين وهج الصورة وغياب الفكرة
في نصه، يطلق برشيد إنذارًا واضحًا: ما يجري اليوم فوق الخشبات ليس بالضرورة مسرحًا. ما يلمع في افتتاح المهرجانات ليس إبداعًا، بل بروتوكول. ما يُروَّج له عبر الصور واللافتات والشاشات الخلفية ليس مشروعًا فكريًا، بل حدثًا عابرًا. أصبح العرض المسرحي يُنتج لأجل التغطية الإعلامية، لا لأجل طرح سؤال واحد على الجمهور. المسرح، في نظره، حين ينفصل عن الفكرة وعن السؤال، يتحول إلى “صورة بلا حياة”.
2. المسرح العربي… بلا ذاكرة ولا بيت
يكتب الاحتفالي جملة تترك أثرًا طويلًا: “نطلّ من نوافذ العالم ولا بيت لنا.”
نقلد تجارب الآخرين ونستوحي عروضهم ونعيش على فتات أفكارهم، لكن لا أحد يرى تجربتنا. لأننا ببساطة لم نبنِ بيتًا، لم نؤسس هوية، لم نزرع جذورًا. ما يحدث هو مسرح يعيش اللحظة، لكنه ينسى ماضيه ولا يصنع مستقبله. مسرح بلا عمق، بلا تاريخ، بلا حفر في التراب الثقافي الذي يقف عليه.
3. من المسرح إلى “البهرجان
التعبير الذي يستعمله برشيد صادم: مهرجانات حقيقية قليلة… و”بهرجانات” كثيرة.
لأن كثرة الأضواء لا تعني كثرة الإبداع، وكثرة الفعاليات لا تعني وجود فعل مسرحي. المهرجان اليوم يشبه قالبًا جاهزًا: نفس الكلمات الرسمية، نفس الخطابات، نفس النهايات. ما يُلمع ليس المسرح، بل الواجهة. هكذا يتحول المسرح إلى ديكور جميل، لكنه فارغ من الداخل.
4. حين تتحول الخشبة إلى مكتب
يقول الاحتفالي بصراحة: “المال والبيروقراطية قتلا المسرح العربي.”
فالمسرح الذي كان فضاءً للحرية أصبح اليوم مشروعًا إداريًا تخضع خطواته للمراسلات والتقارير والاختام. من يملك “الترخيص” يملك الخشبة. من يملك “الدعم” يملك الضوء. الموهبة لا تكفي، الفكرة لا تكفي، الصدق لا يكفي… بل يجب أن تمر من المكتب قبل أن تمر من الخشبة.
5. الاحتفالية… فلسفة مقاومة لا اتجاهًا مسرحيًا
الاحتفالية ليست مجرد مدرسة إخراجية، بل موقف وجودي. إنها تقول: المسرح يأتي من الإنسان لا من القاعات، من السؤال لا من السلطة، من الحرية لا من الإدارة. لذلك يكتب عبد الكريم برشيد: “لا رهبانية في الفكر ولا رهبانية في المسرح.”
المسرح، بالنسبة إليه، مكان يتسع للجميع، لا يملك مفاتيحه شخص ولا تيار ولا مؤسسة.
6. المسرح ليس كنيسة… بل بيت مفتوح
من أخطر ما يطرحه برشيد هو تشخيص المؤسسات المسرحية العربية التي تحولت إلى كيانات مغلقة. قلة قليلة تقرر مصير المسرح، تختار من يظهر ومن يختفي، تحكم بالمزاج لا بالمعايير. كيف لفن وُلد من الحوار والاختلاف أن يتحول إلى مساحة للإقصاء؟ حين تُمنع الأسئلة داخل المسرح، يموت المسرح.
7. العودة إلى الأساس: بناء المسرح لا تزيينه
الورقة ليست يأسًا. هي دعوة للبناء. المسرح لا يحتاج إلى مهرجان آخر، بل إلى مشروع فكري. لا يحتاج إلى بلاغ صحفي، بل إلى رؤية. لا يحتاج إلى جمهور يصفق، بل إلى جمهور يفكر. مستقبل المسرح لا يتأسس بالأضواء بل بالأسئلة. ولا ينهض بالميزانيات بل بالجرأة.
8. السؤال الأخير: من يملك الجرأة؟
برشيد لا يهاجم. إنه يدعو. يدعو المبدعين إلى استرداد مسرحهم. إلى استعادة الروح التي أُطفئت. إلى أن نكون أصحاب بيت لا أصحاب شرفة. لأن المسرح لا يعود حيًا إلا حين نستعيد جسارته الاولى.
خلاصة
الخشبة ليست مكانًا للعروض… بل مكانٌ للحقيقة.
والمسرح المغربي والعربي لن يعود قويًا إلا حين يعود حرًا.
ليس المطلوب أن نلمع، بل أن نفكر.
ليس المطلوب مهرجانًا، بل مشروعًا.
ليس المطلوب نافذة، بل بيتًا.


الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

في قلب بنسليمان.. مهرجان العيطة يرى النور في مدينة المونديال

 

أعلنت المؤسسة المغربية للتراث والثقافة برسم الموسم الفني والثقافي 2025، عن تنظيم مهرجان عيطة الشاوية في دورته الأولى بمدينة بنسليمان، وذلك بمناسبة الذكرى 50 للمسيرة الخضراء المظفرة.

ويأتي هذا الحدث الموسيقي تثمينا للموروث الثقافي والحضاري المغربي وإيمانًا منا بأهمية الحفاظ على فن العيطة، خصوصًا في منطقة الشاوية التي تزخر بأنماط العيطة الشاوية والعيطة المرساوية، ومن أجل خلق دينامية ثقافية فنية في إطار الأنشطة الثقافية والفنية السنوية.
وأضاف بلاغ اللجنة المنظمة أن هذا المهرجان يأتي تنزيلا لعقدة الشراكة والدعم المبرمة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وبالتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة الدار البيضاء سطات.

العيطة، هذا الفن الأصيل الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من هويتنا المغربية، يعكس عبق التاريخ والحياة اليومية لسكان المناطق المختلفة، وخاصةً منطقة الشاوية ورديغة. حيث يعد هذا المهرجان فرصة لإعادة إحياء تراثنا الثقافي غير المادي، عبر سهرات يحييها كبار الفنانين في هذا الفن الأصيل. من خلال هذا الحدث، نعيد تأكيد دور العيطة كتراث وطني له قيمة كبرى في تعزيز الهوية الثقافية المغربية، يقول المصدر.

واختيرت مدينة بنسليمان لاستضافة هذا الحدث الكبير، في خطوة تتماشى مع الرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في دعم التراث الثقافي المغربي، كما يهدف المهرجان إلى خلق دينامية ثقافية وفنية محلية وإقليمية، وتحقيق إشعاع واسع على الصعيدين الوطني والدولي.

وفي إطار التعريف بالإقليم المقبل على تنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2030، وبتشييد ثاني أكبر ملعب عالمي في بنسليمان، سيعزز المهرجان المكانة الثقافية والإبداعية للمدينة، ويعطي دفعة قوية للاقتصاد المحلي، كما يفتح آفاقًا جديدة للفرص الشغلية لشباب الإقليم.

وأخبر البلاغ الراغبين بالمشاركة (فنانين، فرق موسيقية، باحثين في تراث العيطة…)، إرسال طلب المشاركة إلى رئيسة المؤسسة مع الملف الفني أو الصحفي عبر البريد الإلكتروني التالي:

fondation.mpc@gmail.com 



الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

الفنان عبد القادر مطاع في ذمة الله

 

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا يومه الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 نبأ وفاة الفنان المغربي القدير عبد القادر مطاع، عن سن يناهز 85 عامًا.

الراحل من مواليد سنة 1940 بمدينة الدار البيضاء، ونشأ بحي درب السلطان، حيث بدأ شغفه بالفن من خلال متابعة الأعمال الإذاعية، قبل أن ينطلق في مسيرة فنية حافلة امتدت لعقود، وطبعت ذاكرة المغاربة بأعمال مسرحية وتلفزية وسينمائية خالدة.

ويُعد عبد القادر مطاع أحد رواد المسرح المغربي، حيث كان من أبرز أعضاء فرقة المعمورة التابعة لوزارة الشبيبة والرياضة، التي لعبت دورًا محوريًا في تكوينه الفني، إلى جانب قامات مسرحية بارزة. كما ساهم في تطوير التمثيل الإذاعي من خلال انضمامه للفرقة الوطنية للتمثيل التابعة للإذاعة والتلفزة المغربية.

تميّز الفقيد بأدائه القوي فوق خشبة المسرح، وأبدع في أدوار متنوعة، جمعت بين التراجيديا والكوميديا، وكان حضوره المسرحي علامة فارقة في المشهد الثقافي المغربي. وخلّد اسمه من خلال أدوار بارزة في مسرحيات ومسلسلات وسيتكومات، نذكر من بينها: “خمسة وخميس”، “دواير الزمان”، و”ميستر ميلود”، إلى جانب مشاركته في الفيلم المغربي التاريخي “وشمة”، الذي فاز بجائزة التانيت البرونزي في مهرجان قرطاج سنة 1970.

وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم محترف شمس للمسرح، بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد وعموم الفنانين والمغاربة، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته.

إنا لله وإنا إليه راجعون...


الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

"قصبة الشافعي" .. "أطلال تاريخية" تنتظر الترميم نواحي سطات

إبراهيم الحافظون من سطات

تقع جماعة دار الشافعي القروية بالجنوب الشرقي لمدينة سطات، وهي تابعة لدائرة البروج ببني مسكين الشرقية، وتبعد عن مدينة سطات بما يقارب 50 كيلومترا، في حين تبعد عن البروج بـ30 كيلومترا، ويبلغ عدد سكانها 17.454 نسمة، حسب إحصاء 2014.

تتوفر الجماعة على قصبة تاريخية “قصبة الشافعي” بالقرب من المسجد العتيق، بمركز الجماعة، منذ أن اختار مكانهما الجيلالي بن الغزواني، خليفة حاكم سطات آنذاك في سنة 1849 م؛ حيث بني المسجد العتيق في البداية، في حين أشرف القائد الشافعي في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله على بناء القصبة المسماة باسمه سنة 1863م ، باستعمال الجبس الرفيع والعود الخشبي النفيس من الأطلس بيد أنامل صناع مهرة من فاس ومراكش وسلا، حسب وصف رئيس البعثة الفرنسية لجامعة “مارساي” الذي أقام ليلة بالقصبة رفقة القافلة العلمية المتوجهة إلى مراكش حيث شبّهها “بقصور ألف ليلة وليلة”.

تتكون القصبة من الرياض الكبير الخاص بالضيوف، وجناح حريم القائد وأهله، وجناح خاص بسجن المتمرّدين وثوّار بني مسكين ضد القائد الشافعي آنذاك، بالإضافة إلى الملاّح الموجود داخل القصبة الذي كان يقطنه اليهود الذين كانوا يمارسون التجارة المتنقلة والصناعات التقليدية والمعاملات عن طريق التجارة “بالطّالع”؛ أي الزيادة في الربح بشكل ربوي، زيادة على الحمّامات وبيوت الراحة، والآبار، وإسطبلات الخيول التي تعتمد في “الحرْكات” العسكرية، والدهاليز وأماكن لخزن المواد الغذائية والزرع. القصبة اليوم شبيهة بأطلال شاهدة على أجيال مرّت من هناك، وصنعت أحداثا أثّرت في التاريخ المغربي الحديث.

رمز المخزن

عبد الغفور أشاني من أبناء قبيلة بني مسكين، باحث في تاريخ المنطقة، اعتقل أهله بالقصبة ذاتها في وقت غابر، قال، في تصريح لهسبريس، إن لقصبة كانت لها أدوار اجتماعية واقتصادية وسياسية وعسكرية وقضائية، فكانت مقر سكن القياد وأهلهم، ورمزا للمخزن بمنطقة بني مسكين، ومأوى للسوق الأسبوعي، الذي كان يصادف يوم الجمعة، حيث تعقد الجلسات للنطق بالأحكام بين المتنازعين وفق قوانين عرفية وشرعية، إلى أن تحوّلت في عهد الاستعمار إلى ثكنة عسكرية.

الثكنة تضم 800 عسكري و30 ضابطا فرنسيا بعد نفي القائد الحسن بن أحمد بن الشافعي إلى مراكش، وتنصيب القائد الجديد محمّد بوحافة، وتنقيله فيما بعد إلى البروج أثناء زحف القوات الفرنسية سنة 1912 م تحت قيادة “ليوتنون دوفيرو دي”، والتخلي عن القصبة بعد استغلالها من قبل القائد بوشعيب بوحافة، شقيق القائد محمد بوحافة، سنة 1914م.

وأشار عبد الغفور إلى أن القصبة عرفت أوجها وازدهارها في عهد القائد أحمد بن الشافعي بعد زيارته إلى فرنسا قصد العلاج من مرض السرطان الذي ألمّ به على مستوى الكتفين نتيجة إصابته بطلق ناري في إحدى “الحرْكات” العسكرية السلطانية؛ حيث جلب تحفا نفيسة عدة، كالساعات والكتب وغيرها، إلا أنه بعدما اشتد به المرض اتّسعت دائرة تمرّد في بني مسكين ودكالة والرحامنة، خاصة بعد وفاة مولاي الحسن الأول في يونيو 1894م بأولاد زيدوح وتغسيله بالبروج لكون المنطقة كانت آمنة ثم نقل جثمانه من أجل الدفن، وقد رافق القائد أحمد بن الشافعي الموكب الجنائزي بقيادة مولاي عبد العزيز الذي تمت بيعته بالبروج.

وأضاف الباحث في تاريخ منطقة بني مسكين والشاوية أن قبائل بني مسكين من القراقرة وبني خلوك وأولاد عامر وأولاد بوعلي وغيرهم، باستثناء عين بلال وأولاد العكارية وأولاد افريحة نظرا للقرابة العائلية، حاصرت القائد أحمد بن الشافعي بعد عودته من مراسيم دفن مولاي الحسن الأول داخل القصبة، لمدة 16 يوما، بحسب الجريدة الاسبانية “إيبيريا”، والشروع في تخريب القصبة وهدمها ونهب خزائنها واقتلاع أبوابها؛ حيث نفذ الماء وماتت الخيول، ليطلب القائد الشافعي الاستغاثة من القائد بن المودن من قلعة السراغنة الذي خلّصه من الحصار.

وجرى تهريبه إلى أخواله بدرقاوة بعين بلال، ثم إلى الزاوية الشرقاوية بأبي الجعد، ليتم إرجاعه وإعادة الثقة فيه بدعم من “باحماد” والحافظي الدليمي الشرادي، وتغريم المتمردين 300 ألف ريال وما يقارب 200 فرس، ويتم التخلي عن القصبة بعد ترحيل القائد محمد بوحافة بدعم من القوات الفرنسية ليصبح قائدا على بني المسكين الغربية والشرقية.

ترميم منتظر

يوسف عمراني، رئيس جمعية المواطنة للتواصل والتنمية ببني مسكين، في تصريح لهسبريس، أكد على الدور الثقافي والتاريخي والسياحي لقصبة دار الشافعي، إلى جانب عدة مؤهلات أخرى بالمنطقة، مشيرا إلى عدد من الباحثين والسياسيين الذين زاروا القصبة، بل منهم من قضى فيها ليالي عدة، مثل الطبيب الرحالة الألماني” أوسكار لانز” سنة 1886م لما كان متوجها في رحلته إلى تامبوكتو المالية؛ حيث قضى ليلة بالقصبة في ضيافة القائد أحمد بن الشافعي وأشرف على علاج زوجته، بالإضافة إلى زيارة أخرى للطبيب الفرنسي “ويس جيربر” سنة 1900 م، والذي أصبح مراقبا مدنيا لسطات سنة 1916م، في عهد الاستعمار، زيادة على عدد من سفراء الدول الغربية كبريطانيا.

وتأسف الفاعل الجمعوي للحال الذي أصبحت عليه القصبة، وطالب الجهات المعنية بالعمل على ترميميها وإعادة الحياة إلى أطلالها الشاهدة على حقب تاريخية مهمة في الظاهرة القائدية بالمغرب ومواجهة الاستعمار، مشددا على إخراج مشروع برنامج بلاد بني مسكين الذي رصدت له أموالا طائلة إلى حيز الوجود من أجل التنمية المجالية، مثل تهيئة بحيرة سد المسيرة بثروتها المائية والسمكية، وخلق منطقة سياحية وترميم قصبة الشافعي، داعيا إلى استثمار المعطيات التاريخية للمنطقة وإشراك الفاعلين المحليين المهتمين بتاريخ بني مسكين لإعادة القصبة إلى صورتها الأولى كما هي موثقة بالصور التي تركها العسكريون الفرنسيون ووفق تقارير الرحّالة، مثل “باردون”، و”لانز”، و”ويس جيربر”.

محمد شتات، رئيس جماعة دار الشافعي، وفي اتصال هاتفي بهسبريس، قال إن ترميم قصبة دار الشافعي وإنعاش المنطقة سياحيا، خاصة وأنها تتوفر على بحيرة سد المسيرة ومجال غابوي مهم، بات يؤرق المجلس الجماعي خلال دوراته منذ عدد من السنين؛ حيث جرت مناقشة الموضوع وتوجيه مراسلات إلى الجهات المعنية من أجل ترتيب آثار جماعة دار الشافعي بالبروج، وضمنها قصر الشافعي “القصبة”، ومنتزه السلطان أبي الحسن المريني، والطريق الوطنية المسماة بطريق السلطان، في إطار شراكة بين الجماعة ومتدخّلين آخرين، وهي المراسلات التي تلقى في شأنها المجلس أجوبة من وزارة الشؤون الثقافية بقبول القيام بكل الإجراءات المفيدة في حماية الآثار بالمنطقة، بعد مطالبة الجماعة بإعداد ملف تقني لكل معلمة على حدة.

أضاف الرئيس أن المجلس الجماعي يسعى إلى ترميم القصبة ومنتزه أبي الحسن المريني، بعد تصنيفهما ضمن المآثر التاريخية، واستثمار المعطيات الطبيعية الأخرى كبحيرة سد المسيرة والمجال الغابوي “الظهرة”، والتعجيل بإعادة بناء وترميم المسجد الحبسي الذي أغلق مؤخرا، وبرمجة بناء عمارة سكنية لفائدته لإنعاش أهم المحاور الإستراتيجية لتنمية الجماعة.

وأوضح أن ولاية الشاوية ورديغة، وفق التقسيم القديم، كانت قد بعثت إلى كل رؤساء الجماعات بمراسلة، تتوفر هسبريس على نسخة منها، تطالبهم فيها باتخاذ كافة التدابير اللازمة لتسهيل مأمورية المكلفين بالأبحاث الميدانية من قبل فريق من المركز الوطني لجرد وتوثيق التراث بالرباط لجرد تراث إقليم سطات خلال الفترة الممتدة ما بين 20 يونيو و4 يوليوز 2005.


الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025

أساسيات تصميم إضاءة المسرح: دليل المبتدئين

أساسيات تصميم إضاءة المسرح: دليل المبتدئين
تعتبر إضاءة المسرح أمرًا محوريًا. إنها تفعل أكثر من مجرد إضاءة المسرح؛ فهو يضبط الحالة المزاجية ويوجه تركيز الجمهور ويضخم الأداء.
يمكن لقوة الإضاءة أن ترفع مستوى العرض وتضيف العمق وتساعد في سرد القصص. بالنسبة لفناني الأداء، تعد الإضاءة المناسبة أمرًا ضروريًا، مما يجعل كل حركة ومشاعر بارزة.
بالنسبة لأولئك الجدد في هذا العالم، هذا الدليل هو نقطة البداية الخاصة بك. سنقدم أساسيات تصميم إضاءة المسرح: أنواع الأضواء وأدوارها وتقنياتها وأدواتها الأساسية.
دعونا نتعمق في فن إضاءة المسرح.
أساسيات تصميم الإضاءة
إضاءة المسرح لا يتعلق الأمر فقط بالسطوع أو الموضع؛ يتعلق الأمر بالنية والتأثير.
الغرض من الإضاءة

ضبط المزاج والنغمة:

قبل نطق كلمة أو تشغيل ملاحظة، تقوم الإضاءة بضبط المشهد. يمكن للتوهج الدافئ والناعم أن يخلق أجواء رومانسية، بينما يمكن للأضواء الحادة الصارخة أن تنقل التوتر أو الدراما.
تعزيز رواية القصص:
الأضواء تساعد في سرد القصة. يمكنهم تسليط الضوء على شخصية ما خلال لحظة محورية، أو خلق وهم مرور الوقت، أو حتى رمز العواطف.
جذب الانتباه:
في المشاهد الجماعية أو الخلفيات الصاخبة، توجه الإضاءة أنظار الجمهور، مما يضمن عدم تفويت اللحظات الرئيسية.
المصطلحات الأساسية
بالنسبة لأولئك الذين يبدؤون، فهم لغة تصميم الإضاءة حاسم. فيما يلي بعض المصطلحات التأسيسية:
شدة:
يشير هذا إلى سطوع الضوء أو خفته. فهو يحدد مقدار الضوء المسلط على الموضوع.
ركز:
أين يستهدف الضوء؟ يمكن أن يكون التركيز واسعًا أو محددًا، اعتمادًا على التأثير المطلوب.
لون:
الأضواء ليست بيضاء فقط. يمكن للمواد الهلامية الملونة أو مصابيح LED أن تنتج ألوانًا، مما يؤثر على الحالة المزاجية للمشهد ومظهره.
نَسِيج:
يتضمن ذلك تفكيك الضوء وإنشاء أنماط أو ظلال. فهو يضيف عمقًا ويمكن أن يجعل الإضاءة تبدو أكثر طبيعية أو منمقة.
إن استيعاب هذه الأساسيات هو الخطوة الأولى في الرقصة المعقدة لتصميم إضاءة المسرح.
أنواع أضواء المسرح
مجموعة متنوعة من الأضواء المتاحة للمصممين قد تبدو ساحقة في البداية. سنقوم هنا بتحليل بعض الأنواع الأكثر شيوعًا وأغراضها الأساسية
أضواء كاشفة
الوظيفة الأساسية:
أضواء كاشفة تم تصميمها لتركيز الضوء على منطقة أو موضوع معين. إنها توفر شعاعًا ضوئيًا يمكن التحكم فيه، ويمكن تعديل حجمه.
الاستخدام النموذجي:
غالبًا ما تستخدم الأضواء الكاشفة لتسليط الضوء على المؤدين الفرديين أو الدعائم الرئيسية أو مناطق معينة في المسرح، وتضمن جذب انتباه الجمهور إلى المكان الذي تشتد الحاجة إليه.
الأضواء الكاشفة
الوظيفة الأساسية:
على عكس الأضواء، الأضواء الكاشفة ينبعث منها شعاع أوسع من الضوء، يضيء مساحات أكبر دون حافة محددة أو حادة.
الاستخدام النموذجي:
مثالية لإضاءة الخلفيات أو المراحل أو المناطق الواسعة، تضمن الأضواء الكاشفة إضاءة متساوية دون التركيز على نقطة واحدة.
أضواء التأثير الخاص
هذه فئة متنوعة من الأضواء مصممة لتلبية احتياجات محددة.
مقدمة:
يمكن أن تتراوح الأضواء ذات التأثير الخاص من الومضات التي تنتج ومضات سريعة إلى الأضواء السوداء التي تبرز ألوان الفلورسنت. إنها ضرورية لإنشاء حالات مزاجية أو تأثيرات أو لحظات معينة في الأداء.
يعد فهم الأدوار المميزة لهذه الأضواء أمرًا ضروريًا لأي مصمم إضاءة ناشئ. يتمتع كل نوع بخصائصه وتطبيقاته الفريدة، مما يجعله أدوات لا تقدر بثمن في عالم إضاءة المسرح.
مواضع الإضاءة والزوايا
يمكن لمكان وضع الضوء والزاوية التي يسطع منها أن يغير شكل ومظهر الأداء بشكل كبير. دعونا نستكشف المواقف المختلفة وتأثيراتها.
الإضاءة الأمامية
ماذا يفعل:
يضيء على فناني الأداء من الأمام، مما يجعلهم مرئيين بوضوح للجمهور.
تأثيرات:
على الرغم من أنها تضيء بشكل واضح، الإضاءة الأمامية قد يقلل من عمق الوجه عن طريق تليين الظلال.
الإضاءة الخلفية
دور:
يقع هذا النوع من الإضاءة خلف الأهداف، ويمكنه إنتاج صور ظلية أو تأثير خلفية مشع.
تأثير:
إنه يمنح فناني الأداء مخططًا مميزًا، مما يضفي عمقًا على المسرح. يمكن أن يتراوح تأثيره من خلق أجواء حالمة إلى بناء التشويق.
الإضاءة الجانبية
تعريف:
تأتي الأضواء من كلا الجانبين، مما يبرز ملامح الأشخاص على المسرح.
الأهمية في خلق الظلال والعمق:
من خلال إلقاء الظلال على الفنانين، الإضاءة الجانبية يقدم التباين والعمق، مما يجعل الميزات أكثر وضوحًا ويضيف لمسة درامية إلى المشاهد.
إن إتقان هذه الأوضاع وفهم تأثيراتها يسمح للمصممين برسم المراحل بالضوء، وصياغة صور تكمل الأداء وترفعه.
تقنيات الإضاءة الأساسية
بالإضافة إلى نوع الأضواء وموضعها، تلعب طريقة استخدامها دورًا حيويًا في تصميم المسرح. هنا، نتعمق في بعض التقنيات الأساسية التي يجب أن يكون كل مصمم إضاءة على دراية بها.
خلط الألوان

مقدمة:

خلط الألوان هو مزج أضواء ملونة مختلفة لتحقيق اللون المطلوب على المسرح. تسمح هذه التقنية للمصممين بإنشاء مجموعة واسعة من الألوان من عدد محدود من مصادر الضوء.
من خلال تداخل حزم الألوان الأساسية (عادةً الأحمر والأزرق والأخضر في أنظمة LED)، يمكن للمرء إنتاج ألوان ثانوية وظلال مختلفة بينهما.
جوبوس والأنماط


تقنية الإسقاط:
"gobo" عبارة عن استنسل أو قالب يتم وضعه داخل مصدر الضوء أو أمامه لإنشاء عوارض منقوشة أو ذات شكل. يمكن أن تكون هذه الأنماط أي شيء بدءًا من الأنسجة المجردة وحتى الأشكال أو الصور التي يمكن التعرف عليها.
طلب:
يتم استخدام Gobos لإضافة نسيج إلى المشهد، أو إنشاء تأثيرات الظل، أو أنماط خاصة بالمشروع على الأسطح، مثل ظلال النوافذ المحاكاة أو أوراق الشجر لأجواء الغابة.
التلاشي والانتقالات



فن التغيير:
يشير التلاشي إلى الزيادة أو النقصان التدريجي في شدة الضوء. إنها تقنية أساسية تستخدم للتنقل بين حالات الإضاءة أو المشاهد المختلفة.
طلب:
تعتبر التحولات السلسة ضرورية للحفاظ على الانغماس في الأداء. سواء أكان الأمر يتعلق بالانتقال من النهار إلى الليل، أو تغير المشهد، أو إثارة تغيرات مزاجية، فإن إتقان التلاشي يضمن بقاء الجمهور منغمسًا في القصة.
ومن خلال دمج هذه التقنيات، يستطيع مصممو الإضاءة إنشاء أجواء ديناميكية وجذابة ومناسبة للحالة المزاجية تعمل على تحسين كل أداء.
الأدوات الأساسية لمصمم الإضاءة
في حين أن الإبداع والرؤية جزء لا يتجزأ من تصميم الإضاءة، فإن بعض الأدوات تمكن المصممين من تجسيد أفكارهم على أرض الواقع بكفاءة ودقة.
وحدة التحكم بالإضاءة



غاية:
تعتبر هذه المعدات بمثابة العمود الفقري للمصممين، حيث تساعد في:
ضبط سطوع الضوء.
ضبط تسلسل الإضاءة.
تخزين واسترجاع مشاهد الإضاءة.
محاذاة الأضواء مع الصوت أو العناصر الأخرى.
مؤامرات الإضاءة

ما هم؟
هذه عبارة عن رسومات تخطيطية تفصيلية تحدد موضع كل ضوء في مكان ما، وتوضح بالتفصيل نوع الضوء واللون والتركيز والمزيد.
لماذا استخدامها؟
أنها تساعد:
المصممين يعبرون عن مفاهيمهم.
تم إعداد الفنيين بدقة.
اكتشف المشكلات المحتملة قبل ظهورها.
تضمن مثل هذه الخطط إعداد إضاءة مبسط وفعال.
يؤدي دمج هذه الأدوات في عملية التصميم إلى تبسيط العمليات ويضمن تحقيق رؤية الإضاءة بدقة واتساق.
مقابلات مع مصممي الإضاءة المحترفين
مقدمة للماجستير: تعرف على أساتذة تصميم الإضاءة، وشاركهم رحلاتهم والشغف الذي ينير المراحل في جميع أنحاء العالم.
خلف الكواليس: اكتشف القصص غير المروية عن التحديات والانتصارات في عملية تصميم الإضاءة، من المفهوم إلى التنفيذ.
رؤى فنية: احصل على رؤى حول الأدوات والتقنيات المفضلة لخبراء الصناعة، مع تقديم لمحة عن مجموعة أدواتهم الإبداعية.
الفن يلتقي بالعلم: اكتشف كيف يوازن المصممون بين الرؤية الفنية والدقة التقنية لإثارة المشاعر وسرد القصص من خلال الضوء.
نصيحة للمصممين الطموحين: يقدم الخبراء نصائح لا تقدر بثمن للقادمين الجدد، مع التركيز على التعلم المستمر والمثابرة في هذا المجال.
أتطلع قدما: استكشاف الاتجاهات المستقبلية والتقدم التكنولوجي كما يتصورها كبار المتخصصين في تصميم إضاءة المسرح.
نصائح للمبتدئين
يعد الشروع في رحلة تصميم إضاءة المسرح أمرًا مثيرًا، ولكن مثل أي شكل من أشكال الفن، هناك عقبات محتملة وأفضل الممارسات التي يجب وضعها في الاعتبار. فيما يلي بعض الأفكار لوضع المبتدئين على الطريق الصحيح.
المزالق الشائعة التي يجب تجنبها

تصاميم معقدة للغاية: على الرغم من أنه من المغري استخدام كل الضوء واللون المتاح، إلا أن البساطة هي المفتاح في بعض الأحيان. الإفراط في العمل يمكن أن يصرف الانتباه عن الأداء.

تجاهل رؤية المدير: تذكر أن الإضاءة موجودة لتكمل القصة والمزاج. تأكد دائمًا من أن التصميم الخاص بك يتماشى مع الرؤية الشاملة للإنتاج.
الفشل في الاختبار والتمرين: بدون الاختبار، يمكن أن تنشأ مشكلات غير متوقعة أثناء العروض الحية. قم دائمًا بتشغيل إشارات الإضاءة والمشاهد قبل العرض.
إهمال الصيانة: تحقق بانتظام من المعدات والكابلات والموصلات. قد تؤدي مشكلة فنية صغيرة إلى تعطيل الأداء بأكمله.
أفضل الممارسات لاعتمادها
ابق على اطلاع: تكنولوجيا الإضاءة والتقنيات تتطور باستمرار. احضر ورش العمل واقرأ المقالات وتفاعل مع زملائك المصممين لمواكبة اتجاهات الصناعة.
يتعاون: العمل بشكل وثيق مع المخرجين ومصممي الديكور وأفراد الطاقم الآخرين. غالبًا ما تؤدي الجهود التعاونية إلى النتائج الأكثر تأثيرًا.
احتفظ بسجل: قم دائمًا بتوثيق تصميمات الإضاءة الناجحة. إنه مفيد للرجوع إليه في المستقبل وبناء مجموعة من العمل.
رحلة كل مصمم في إضاءة المسرح مميزة. هذه المؤشرات هي مجرد أساس؛ الخبرة والاستكشاف هم المعلمون الفعليون.
خاتمة
تصميم إضاءة المسرح عميق ومعقد. إنه المكان الذي تلتقي فيه المعرفة التقنية مع الذوق الفني.
مثلما يقوم الفنانون بتحسين مهاراتهم بمرور الوقت، يتطور مصممو الإضاءة من خلال التجارب والأخطاء والانتصارات. كل مشروع يقدم درسا.
يتغير مشهد تصميم الإضاءة دائمًا مع الابتكارات الجديدة. التعلم المستمر يبقي المصمم ملائمًا ومبتكرًا.
توجد إرشادات، لكن اللمسة الفردية للمصمم لا يمكن استبدالها. إلى الوافدين الجدد: انغمس في نفسك، وتجرأ على الابتكار، وقم بإنشاء مناظر طبيعية مضيئة لا تُنسى. براعتك يمكن أن تعيد تعريف العروض المسرحية.

منقول للفائدة المصدر من هنا

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : رشيد شكري