قال الروائي والناقد المغربي الدكتور شعيب حليفي إن
الرواية العربية الآن، مثل الرواية العالمية، جنس تعبيري، صار يكتسح القول، لأنه
الأقدر على التعبير عن المجتمع المتحول بسرعة.
وأضاف "حليفى" فى حواره لـ"بوابة الأهرام" أن
الرواية هى الوحيدة التى تستطيع أن تكون نقطة تقاطع بين أشكال تعبيرية ومعارف
متعددة.
وأشار حليفي إلى أن الرواية نقطة
تقاطع بين الأنثربولوجيا والسسيولوجيا وكل الخطابات، حيث تعود للماضى والحاضر
والمستقبل لتعبر عن معارف وقضايا ترتبط بالإنسان أولاً، وبالمجتمع ثانيًا والتاريخ
ثالثًا، ثم الثقافة.
وأردف: بمعنى أن الرواية العربية الآن تسير فى الاتجاه الذى تسير فيه
الرواية العالمية، وتستطيع أن تمتص هذه الحاجة إلى التعبير، كما كانت الحاجة قديمة
إلى الشعر، نتيجة أنه كان يعبر عن المجتمع بشتى أشكاله الوجدانية والمعرفية
والعقلية، بحيث وجدنا كثيرًا من المتصوفين والمفكرين يقولون الشعر للتعبير عن
قضايا لا يستطيع الفكر أن يعبر عنها.
واستطرد: نجد الرواية الآن يكتبها رجل الفكر والفيلسوف والفقيه
والمبدع والسياسى، كل هؤلاء يتخذون من الرواية وسيلة أو قناة تخيلية لإعادة
التفكير فى المجتمع والإنسان والتاريخ.
هناك اتهام دائمًا يوجه للنقاد
بالتقصير والانصراف للرسائل الجامعية والابتعاد عن النقد، لكن "حليفى"
يؤكد أن هذا كلام عار من الصحة، ويقول: لا أعتقد أنه يصيب الحقيقية فى شيء، لأن
المبدعين قلة فى الوطن العربى، على حد تعبيره، وأيضا النقاد.
ويؤكد: ليس كل من يستطيع أن يتحدث عن النص هو ناقد. لكن الناقد هو
الذى يستطيع أن يمتلك تصورًا وآليات للنقد. لافتًا أن النقد الأكاديمى ليس هو
النقد كما نعرفه. بل هناك ما يتم من خلال الأبحاث والدراسات. مضيفًا: الدراسات
النقدية الآن فى العالم العربى قليلة جدًا، خصوصًا فى مجال الرواية.
ويوضح: هناك نقاد أكاديميون من مهامهم الأساسية ممارسة النقد
الأكاديمى عبر رسائل وأطروحات الجامعة باعتبارها هى التى تخصب النقد، ثم حضور
المؤتمرات. ويؤكد: أنا شخصيًا تأتي لى قرابة 7 دعوات فى العام، لا ألبي إلا واحدة،
أو لا أحضر نهائيًا. حيث أشارك فى المؤتمر الذى يضيف لى، ويضيف إلى رصيدى النقدى.
ويرى "شعيب حليفى" أن الكثير من الكلام يقُال دون تمحيص،
ويقول: النقد العربى أعتقد أنه أصبح نقدًا متقدمًا بأدواته ومناهجه. هناك بعض
الخلط ما زال حاضرًا من طرف بعض النقاد الذين لا يجدون الأدوات، ويتهافتون على
النقد أو يبحثون عن هذه الصفة، التى ليست من السهل أن يمتلكها الناقد.
ويوضح: هى صفة لا بد أن يكون لها شروط وتدرج فى الوصول إليها. فنقاد
كبار كما شاهدنا فى مؤتمر الرواية العربية الأخير بالقاهرة لهم تصورات ومؤلفات لها
رؤية وخط يتطور كما هو الحال فى أوروبا وأمريكا.
ويتابع: نقاد أمريكا يعملون فى حدود مع طلابهم. الآن النقد هو الذى
نهيئ له فى الورش والمختبرات مع طلبة الدكتوراه حول مشروع معين. الباحث الآن فى
إطار مشروع الناقد ينطلق ضمن إطار ورشة ويستمر حتى نهاية رسالته.