لنا دوما معكم لقاء

السبت، 2 يناير 2021

لبوابة الأهرام الروائي المغربي شعيب حليفي 2015 (الرواية هي الأقدر على التعبير عن المجتمع المتحول)

قال الروائي والناقد المغربي الدكتور شعيب حليفي إن الرواية العربية الآن، مثل الرواية العالمية، جنس تعبيري، صار يكتسح القول، لأنه الأقدر على التعبير عن المجتمع المتحول بسرعة.
وأضاف "حليفى" فى حواره لـ"بوابة الأهرام" أن الرواية هى الوحيدة التى تستطيع أن تكون نقطة تقاطع بين أشكال تعبيرية ومعارف متعددة.

وأشار حليفي إلى أن الرواية نقطة تقاطع بين الأنثربولوجيا والسسيولوجيا وكل الخطابات، حيث تعود للماضى والحاضر والمستقبل لتعبر عن معارف وقضايا ترتبط بالإنسان أولاً، وبالمجتمع ثانيًا والتاريخ ثالثًا، ثم الثقافة.
وأردف: بمعنى أن الرواية العربية الآن تسير فى الاتجاه الذى تسير فيه الرواية العالمية، وتستطيع أن تمتص هذه الحاجة إلى التعبير، كما كانت الحاجة قديمة إلى الشعر، نتيجة أنه كان يعبر عن المجتمع بشتى أشكاله الوجدانية والمعرفية والعقلية، بحيث وجدنا كثيرًا من المتصوفين والمفكرين يقولون الشعر للتعبير عن قضايا لا يستطيع الفكر أن يعبر عنها.
واستطرد: نجد الرواية الآن يكتبها رجل الفكر والفيلسوف والفقيه والمبدع والسياسى، كل هؤلاء يتخذون من الرواية وسيلة أو قناة تخيلية لإعادة التفكير فى المجتمع والإنسان والتاريخ.

هناك اتهام دائمًا يوجه للنقاد بالتقصير والانصراف للرسائل الجامعية والابتعاد عن النقد، لكن "حليفى" يؤكد أن هذا كلام عار من الصحة، ويقول: لا أعتقد أنه يصيب الحقيقية فى شيء، لأن المبدعين قلة فى الوطن العربى، على حد تعبيره، وأيضا النقاد.
ويؤكد: ليس كل من يستطيع أن يتحدث عن النص هو ناقد. لكن الناقد هو الذى يستطيع أن يمتلك تصورًا وآليات للنقد. لافتًا أن النقد الأكاديمى ليس هو النقد كما نعرفه. بل هناك ما يتم من خلال الأبحاث والدراسات. مضيفًا: الدراسات النقدية الآن فى العالم العربى قليلة جدًا، خصوصًا فى مجال الرواية.
ويوضح: هناك نقاد أكاديميون من مهامهم الأساسية ممارسة النقد الأكاديمى عبر رسائل وأطروحات الجامعة باعتبارها هى التى تخصب النقد، ثم حضور المؤتمرات. ويؤكد: أنا شخصيًا تأتي لى قرابة 7 دعوات فى العام، لا ألبي إلا واحدة، أو لا أحضر نهائيًا. حيث أشارك فى المؤتمر الذى يضيف لى، ويضيف إلى رصيدى النقدى.
ويرى "شعيب حليفى" أن الكثير من الكلام يقُال دون تمحيص، ويقول: النقد العربى أعتقد أنه أصبح نقدًا متقدمًا بأدواته ومناهجه. هناك بعض الخلط ما زال حاضرًا من طرف بعض النقاد الذين لا يجدون الأدوات، ويتهافتون على النقد أو يبحثون عن هذه الصفة، التى ليست من السهل أن يمتلكها الناقد.
ويوضح: هى صفة لا بد أن يكون لها شروط وتدرج فى الوصول إليها. فنقاد كبار كما شاهدنا فى مؤتمر الرواية العربية الأخير بالقاهرة لهم تصورات ومؤلفات لها رؤية وخط يتطور كما هو الحال فى أوروبا وأمريكا.
ويتابع: نقاد أمريكا يعملون فى حدود مع طلابهم. الآن النقد هو الذى نهيئ له فى الورش والمختبرات مع طلبة الدكتوراه حول مشروع معين. الباحث الآن فى إطار مشروع الناقد ينطلق ضمن إطار ورشة ويستمر حتى نهاية رسالته.


ويرى حليفي أن الرواية تخييل ولعب بالتاريخ أحيانًا وتأسيس لعالم آخر، وليس بالضرورة أن أكتب رواية وأعتمد على التاريخ باعتبارى أحاول تصحيحه. بل أكتب عالمًا جديدًا انطلاقًا من تراث، لافتًا أن قدرة الرواية تكمن فى هضم وامتصاص كل المعارف والعمل عليها لتؤسس من خلالها عالمًا جديدًا.
ويؤكد: بعض النقاد يقولون إنه ليس من الضرورى أن تحاكى الرواية العالم، بل إن العالم عليه القيام بهذا الدور. هناك أشياء جديدة فى عالم الرواية لا توجد فى الواقع، وليس بالضرورة أن تكون الرواية نسخة من الواقع أو التاريخ، ليس من مهمتها أن تكون بديلاً لأحد. بل هى عالم مستقل وجنس أدبى وجد ليعبر بهذه الطرق.
ويضيف: سأقول كلمة جديدة عن الرواية: هى "جنس إمبريالى" يستطيع أن يأخذ ما لديه بطريقته الخاصة.
وفيما يتعلق بالقضايا التى تجذب "حليفى" كناقد يقول: يهمنى تطوير الأدب من خلال القضايا الراهنة التى نعيشها، والاتصال بما يُكتب خارج الوطن العربى، هناك قضايا تثيرها النظريات الجديدة الآن، حتى فى الإبداع هناك البحث فى توصيف الإنسان فى قضايا جزئية، ليس تلك القضايا التى كُتب عنها فى الخمسينيات والستينيات.
الآن لدينا بحث فى السير الذاتية والتراث بطرق جديدة، البحث فى التجريب وأن تكون كتابة أكبر مما كانت عليه فى تطوير اللغة. تطوير وفتح المتخيل على قضايا جديدة. فى آدابنا العربية نفتقد إلى الرواية المتطورة فى الخيال العلمى والبوليسى.
ويوضح: إذا أردنا أن نطور الأدب لا بد أن نلامس القضايا الجديدة حتى فى مجال النقد. طورنا كثيرًا من النقد الانطباعى إلى البنيوية، والآن إلى النقد الثقافى، فالنقد مفتوح على مجالات متعددة، وكل هذه الأشياء تطور الإبداع، حيث يوجد تفاعل وتشابك ما بين الإبداع والنقد، اللذين يعدان جزءًا من المجتمع.
ويضيف حليفي: حينما نشكل رؤية فى نقدنا وإبداعنا، فإننا نشكل رؤية فى حضارتنا، الكاتب له إبداع جيد، والناقد له موقف من الحضارة والمجتمع، وكلما كان رابطًا لأداوته كلما كان متحصنًا وشاملاً.

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : رشيد شكري