قصة
الرجل الذي عشق التمثال التحفة الذي صنعه..
قدمت فرقة مسرح "محترف شمس للمسرح"، يوم السبت 20 نونبر 2021 ، عرض مسرحيتها الجديدة تحمل عنوان "ألف هاينة ... وهاينة" على خشبة المركب الثقافي ثريا السقاط بالمعاريف البيضاء، وذلك بدعم من مسرح محمد الخامس .
تدعو حكاية "ألف هاينة ... وهاينة" إلى احترام اختيار الفتاة وعدم تزويجها ممن تكره، وهي مليئة بالرموز توجز حياة المرأة وتحتفل بقرابة رجل نحات عشق تمثالا تحفة لامرأة من صنع يديه.
لقد عبّرت المسرحية من خلالها عن طبيعة تلك الحياة والتي تقترب كثيرا بصورها ومتخيلها من الأسطورة – الحكاية.
قدمت فرقة مسرح "محترف شمس للمسرح"، يوم السبت 20 نونبر 2021 ، عرض مسرحيتها الجديدة تحمل عنوان "ألف هاينة ... وهاينة" على خشبة المركب الثقافي ثريا السقاط بالمعاريف البيضاء، وذلك بدعم من مسرح محمد الخامس .
تدعو حكاية "ألف هاينة ... وهاينة" إلى احترام اختيار الفتاة وعدم تزويجها ممن تكره، وهي مليئة بالرموز توجز حياة المرأة وتحتفل بقرابة رجل نحات عشق تمثالا تحفة لامرأة من صنع يديه.
لقد عبّرت المسرحية من خلالها عن طبيعة تلك الحياة والتي تقترب كثيرا بصورها ومتخيلها من الأسطورة – الحكاية.
كما أنها
تقوم على الأسطورة الإغريقية الشهيرة، قصة النحات الشاب بجماليون العظيم الذي وقع
في حب التمثال الذي قام بنحته، (بجماليون هو الاسم
التاريخي في اللغة الإغريقية لملك صور من 820 قبل الميلاد إلى 774 قبل الميلاد،
والذي يعرف بالاسم الفينيقي
Pumayyaton. ولكن شهرة اسم بجماليون تأتي من وروده في قصيدة أوفيد السردية بعنوان
التحولات Metamorphoses،
والتي يصف فيها كيف أغرم النحات بجماليون بالتمثال الذي نحته).
ألف هاينة وهاينة درامتورجيا تزخر بمشاهد متعددة، خاصة مع حكي الصياد (رشيد اغليوش) عن معاناته مع البحر والشباك ونرجسية بجماليون النحات (حسن لهبابطة) وخسارته لحب هاينة، الأمر الذي جعل الجمهور يستمتع بشخصيات متفردة ومتناقضة وبتشخيص موسيقى (حسن برماجي) ممزوجة بصوت (اخلاص بوني) وهي تردد خواطر في لحن فيروزي، تحيلنا معه إلى مرحلة الصبا والحب والثورة العاطفية، وكذا لوحات رائعة راقصة ومونولوكات شخصتها الفنانة (مروة شوقي) واستثمرت سينوغرافيا العرض القماش والحديد في تأثيث فضاء العرض بخلفية متناسقة وهي تعبير عن صور للعمارة الرومانية التي تعتمد الزخرفة اليونانية للمباني والقلاع والقبب المثلثة والأعمدة الطويلة، لتتلاقى مع منحوتات بجماريون المكدسة في بهو بأحد جنبات الركح على اختلافها، والتي تتحول إلى قطع فاعلة في لحظات مهمة من العرض، خاصة خيال الظل كتثمين للحظات اللعب الميمي أو في تشخيص بعض المشاهد كتقليد الراعي بعزفه على الناي أو ابحار الصياد للبحث عن غنيمة صيد مغرية..
وقد صاغ الدراماتورج والمخرج حسن لهبابطة هذه القصة الإغريقية ببراعته وأسلوبه المميز، بمعالجة جديدة، حيث تجري أحداث القصة كاملة في مكانٍين ممتزجين وهما فضاء ساحة رومانية وبهو موجود في دار النحات بجماليون، حيث يقوم بتشكيل وتجسيد منحوتاته، وبالموازة يقع في حب تمثال امرأة من العاج صنعه بيديه ويدعي أنها زوجته ويسميها صديقه الصياد بهاينة، ثم يطلب بجماريون ويتوسل من افروديث ( ربة الحب والجمال والنشوة الجنسية والحنان والشعور الذي يسود الحياة الإجتماعية) أن تمنح تحفته قطرة دم تبثَّ الروح فيها، فتستجيب له وبالفعل يتحول التمثال إلى امرأة حقيقية، ولكن هاينة تخون بجماليون وتهرب إلى الصياد، فيصاب بجماليون بالحيرة والذهول ثم يطلب أن تعود هاينة تمثالًا كما كانت، ثم يشعر بالندم لذلك، فيقوم بتحطيم كل التماثيل ليطلب الصياد من الجمهور أخيرا إعادة تشخيص العرض المسرحي تشخيصا حقيقيا كاملا للحكاية..
ويتميز العرض باستثمار موسع للصوت، حيث توزع بين موسيقى مصممة خصيصا للعرض VOIXOFF والغناء المباشر موزعة بين شدرات من الملحون المغربي على لسان بجماريون ونغمات تحيل إلى موسيقى عربية ممزوجة بالغيوانية، ومجموعة من المؤثرات الصوتية المصاحبة للوحات خاصة رقصة التمثال، وناي الراعي وخيال ظل هاينة..
ألف هاينة وهاينة درامتورجيا تزخر بمشاهد متعددة، خاصة مع حكي الصياد (رشيد اغليوش) عن معاناته مع البحر والشباك ونرجسية بجماليون النحات (حسن لهبابطة) وخسارته لحب هاينة، الأمر الذي جعل الجمهور يستمتع بشخصيات متفردة ومتناقضة وبتشخيص موسيقى (حسن برماجي) ممزوجة بصوت (اخلاص بوني) وهي تردد خواطر في لحن فيروزي، تحيلنا معه إلى مرحلة الصبا والحب والثورة العاطفية، وكذا لوحات رائعة راقصة ومونولوكات شخصتها الفنانة (مروة شوقي) واستثمرت سينوغرافيا العرض القماش والحديد في تأثيث فضاء العرض بخلفية متناسقة وهي تعبير عن صور للعمارة الرومانية التي تعتمد الزخرفة اليونانية للمباني والقلاع والقبب المثلثة والأعمدة الطويلة، لتتلاقى مع منحوتات بجماريون المكدسة في بهو بأحد جنبات الركح على اختلافها، والتي تتحول إلى قطع فاعلة في لحظات مهمة من العرض، خاصة خيال الظل كتثمين للحظات اللعب الميمي أو في تشخيص بعض المشاهد كتقليد الراعي بعزفه على الناي أو ابحار الصياد للبحث عن غنيمة صيد مغرية..
وقد صاغ الدراماتورج والمخرج حسن لهبابطة هذه القصة الإغريقية ببراعته وأسلوبه المميز، بمعالجة جديدة، حيث تجري أحداث القصة كاملة في مكانٍين ممتزجين وهما فضاء ساحة رومانية وبهو موجود في دار النحات بجماليون، حيث يقوم بتشكيل وتجسيد منحوتاته، وبالموازة يقع في حب تمثال امرأة من العاج صنعه بيديه ويدعي أنها زوجته ويسميها صديقه الصياد بهاينة، ثم يطلب بجماريون ويتوسل من افروديث ( ربة الحب والجمال والنشوة الجنسية والحنان والشعور الذي يسود الحياة الإجتماعية) أن تمنح تحفته قطرة دم تبثَّ الروح فيها، فتستجيب له وبالفعل يتحول التمثال إلى امرأة حقيقية، ولكن هاينة تخون بجماليون وتهرب إلى الصياد، فيصاب بجماليون بالحيرة والذهول ثم يطلب أن تعود هاينة تمثالًا كما كانت، ثم يشعر بالندم لذلك، فيقوم بتحطيم كل التماثيل ليطلب الصياد من الجمهور أخيرا إعادة تشخيص العرض المسرحي تشخيصا حقيقيا كاملا للحكاية..
ويتميز العرض باستثمار موسع للصوت، حيث توزع بين موسيقى مصممة خصيصا للعرض VOIXOFF والغناء المباشر موزعة بين شدرات من الملحون المغربي على لسان بجماريون ونغمات تحيل إلى موسيقى عربية ممزوجة بالغيوانية، ومجموعة من المؤثرات الصوتية المصاحبة للوحات خاصة رقصة التمثال، وناي الراعي وخيال ظل هاينة..
وأثبت
الفنان (حسن لهبابطة) ومجموعته مرة أخرى، من خلال هذا العرض قدرتهم على تنويع
ربرطوارات اشتغال محترف شمس للمسرح، حيث توفقوا في نموذج المسرح الثقافي الاجتماعي
الهاوي والذي يعتمد في مكونه الأساسي على اللغة العربية ويحيلنا على التاريخ دون
النظر إلى زمكانية العرض المسرحي..
قام
بالانارة حسين طلماني، الماكياج وتصميم الملابس زكية ناجيم، السينوغرافيا رشيد
غليوش..
قراءة متأنية:
مسرحية ألف هاينة وهاينة دراماتورجيا مأخوذة عن مسرحية سجينة الجدران للكاتب الليبي عبد الله البوصيري
القصة بمجملها غير واقعية مستندة إلى الأسطورة الإغريقية الشهيرة وتمثِّل الصراع الأزلي الذي يعترض حياة البشر ويتركهم في حيرة كبيرة تسوقهم في النهاية إلى التعب والضياع والهلاك، وكذلك تصور حالة صراع الفن والحياة وأثره الكبير في جوانب الحياة، وهي مليئة بالكثير من التناقضات التي تعبر عن صعوبة إيجاد مفهوم الكمال في الجنس البشري، فكل شخصية في المسرحية تفتقد إلى الشيء الذي خرجت منه أو انبثقت منه، فمثلًا بجماليون ينتمي إلى أبولون إله الفن والفكر ولكنه مع ذلك يفتقد الجمال وهكذا، وتنتهي القصة بكثير من الألم والمعاناة واليأس والضياع دليل على صعوبة ما كان ينشده بجماليون من كمال، حيث تعبر المسرحية بشكل عام عن حال الإنسان الذي دائمًا ما يطمح ويسعى إلى الكمال وينشده في شتى أمور حياته متعاميا عن الحقيقة الواضحة والأبدية التي تؤكد أنه من المحال بلوغ الكمال وعليه يستدعي الصياد الجمهور لاعادة تشخيص العرض المسرحي على الركح الحقيقي بين الفاعلين الاجتماعيين...
قراءة متأنية:
مسرحية ألف هاينة وهاينة دراماتورجيا مأخوذة عن مسرحية سجينة الجدران للكاتب الليبي عبد الله البوصيري
القصة بمجملها غير واقعية مستندة إلى الأسطورة الإغريقية الشهيرة وتمثِّل الصراع الأزلي الذي يعترض حياة البشر ويتركهم في حيرة كبيرة تسوقهم في النهاية إلى التعب والضياع والهلاك، وكذلك تصور حالة صراع الفن والحياة وأثره الكبير في جوانب الحياة، وهي مليئة بالكثير من التناقضات التي تعبر عن صعوبة إيجاد مفهوم الكمال في الجنس البشري، فكل شخصية في المسرحية تفتقد إلى الشيء الذي خرجت منه أو انبثقت منه، فمثلًا بجماليون ينتمي إلى أبولون إله الفن والفكر ولكنه مع ذلك يفتقد الجمال وهكذا، وتنتهي القصة بكثير من الألم والمعاناة واليأس والضياع دليل على صعوبة ما كان ينشده بجماليون من كمال، حيث تعبر المسرحية بشكل عام عن حال الإنسان الذي دائمًا ما يطمح ويسعى إلى الكمال وينشده في شتى أمور حياته متعاميا عن الحقيقة الواضحة والأبدية التي تؤكد أنه من المحال بلوغ الكمال وعليه يستدعي الصياد الجمهور لاعادة تشخيص العرض المسرحي على الركح الحقيقي بين الفاعلين الاجتماعيين...
بقلم: رشيد شكري
تصوير: احمد مشواري
تصوير: احمد مشواري