ألف هاينة.. وهاينة، فرجة بأبعاد جمالية وفكرية

د. محمد الوادي

تنهض قراءة عرض مسرحية " ألف هاينة.. وهاينة" انطلاقاً من التيمة التي تتمحور حول (أحكية تجمع بين الأسطورة من خلال شخصية النحات الأسطوري بيجماليون الذي قضى خمسة عشر عاماً لنحت أجمل وأروع منحوتة لامرأة يحلم بها وقد سكنت دواخله، وحضور الحكاية الشعبية في شخصية هاينة التي تمثل مخزوناً ثقافياً شعبياً على مستوى الذاكرة الجمعية.. ونقطة التلاقي بين المتنين هو الحضور القوي للمرأة بكل دلالات القهر والتهميش) كما جاء في الملخص المرفق بالبطاقة التقنية.

وأنا أتابع العرض الذي قدم بقاعة ثريا السقاط بالدار البيضاء يوم السبت 20 نونبر 2021 انتشيت وسررت جدّاً للمستوى الذي قدم به العرض فذكرني ذلك بالفترة الدهبية لمسرح الهواة بالمغرب انطلاقاً من منتصف السبعيبات إلى منتصف التسعينات من القرن الماضي، حيث كان التنافس وكانت الجدة والجودة وتناول القضايا الكبرى وانحياز العروض إلى اتجاهات ونظريات مسرحية ذات خلفيات ثقافية وفكرية وجمالية، وهو ما نفتقده الآن أمام طغيان الضحالة والسطحية، بل والتفاهة. لهذا أعتقد أن عرض" ألف هاينة.. وهاينة" يشكل، إلى جانب بعض العروض التي تعد على رؤوس أصابع اليد الواحدة، حالة استثنائية، وذلك لمجموعة من الاعتبرات:

1- اتكاء العرض على نص لكاتب مسرحي نحت اسمه وكيانه من خلال تراكم نوعي على مستوى التأليف. فمؤلف هذا النص هو الكاتب حسن لهبابطة الذي أتحفنا بمجموعة من المنجزات، وهو بطل العرض المسرحي وقد تسلطن في أدائه كممثل. المسرح المغربي يحتاج إلى هكذا ممثل له حمولة ثقافية وفكرية وفنية، ويعي جيدا أن المسرح رسالة وله وظيفة اجتماعية وجمالية في الآن نفسه.

مخرج هذا العرض هو نفسه الدراماتورج والممثل والناقد والدارس حسن لهبابطة. وحين يكون المخرج المسرحي ملماً بالعملية الإبداعية كلها في تواشج تام بين مكوناتها وحاملا لرؤية إخراجية يأتي العمل مبصوماً بالجودة ويحقق التواصل المنشود مع المتلقي المتعدد.

في هذا العرض اجتمع حسن لهبابطة المتعدد ( الدراماتورج والممثل والمخرج) فكان هذا العرض التحفة. وشكل مع  رشيد اغليوش ومروة شوقي ثلاثياً برع في صناعة فرجة هادفة.

الطاقم الفني والتقني

عنوان العرض المسرحي :  "ألف هاينة .. وهاينة "

دراماتورجيا وإخراج : حسن لهبابطة

سينوغرافيا : رشيد شكري

تشخيص : مروة شوقي - حسن لهبابطة -  فاطمة الزهراء هدالي

 المؤثرات الصوتية الإضاءة  :  الحسين طلماني

ملابس و مكياج  : زكية ناجيم

تلحين الأغاني    :  حسن برماجي

المحافظة العامة :  سليمان امجاهدي