لنا دوما معكم لقاء

الأحد، 27 مارس 2022

نداء نقابة المسرحيين المغاربة و شغيلة السينما والتلفزيون بمناسبة اليوم العالمي للمسرح 2022

ما الجديد؟
سؤال يتردد اليوم على لسان كل مواطن، سواء في المسرح أو في كل المجالات السياسية والاجتماعية المختلفة الأخرى، مما يدل على وجود رغبة وطنية عامة في التغيير وفي التجديد وفي تحقيق المغرب الآخر الممكن، وجوابا على هذا السؤال ـ وفي مجال المسرح المغربي تحديدا ـ تحققت أشياء كثيرة مهمة، وفي المقابل، فقد ضيع هذا المسرح أشياء لها وزنها و تقلها، ولها دورها في نحت المسرح المغربي الحقيقي، وبين حد الربح والخسارة يمكن أن تتحرك القوى المسرحية المغربية، وذلك من أجل أن تستعيد ما يمكن استعادته، وتأسيس ما يمكن تأسيسه، وتطوير ما يمكن تطويره، سواء على مستوى التشريعات، أو على مستوى البنيات المادية، أو على مستوى العقليات، والتي ينبغي أن تتغير، وأن تعرف بأن العالم يتغير، و بأن هذا المغرب مطالب بأن يتغير هو أيضا، وبأن القيمين و المسؤولين على القطاع الوصي على الثقافة يجب أن يتغيروا وأن يدخلوا عصر الديمقراطيات الحقيقية والتي تؤمن بالرأي و الرأي الآخر، وتؤمن بحق الإختلاف و الانصات لجميع المتدخلين، بدل نهج سياسة الهروب إلى الأمام، ووضع الحصى في قلب كل عملية إصلاح جدري و ذالك انطلاقا من البرلمان المسرحي، والذي يمثل روح الحرية، ويمثل روح الشعب و نبض الجمهور ، و الذي يعكس نبض الشارع فيه، و يجسد معنى التعدد والإختلاف ...
شيء مخزي حقا أن نعيد اليوم نفس ما قلناه ونكرره دائما، وما كتبناه بالأمس ونكتبه اليوم، وأن نظل ـ مسرحيا ـ نعيش نفس الخواء واليتم ونفس الغربة والمنفى لحياتنا الثقافية و الإبداعية، و نعتقد أن المصيبة الأكبر، ليست في غياب الجديد فقط، ولكن أيضا ـ وبدرجة أخطر ـ في إعدام ذلك القديم الجميل الذي كان في السبعينات والتمانينات وإلى حدود التسعينات من العهد القريب ، والذي أصبح اليوم مجرد ذكرى وبكاء على الأطلال، إنه لا أحد يمكن أن يجهل الحقيقة البسيطة التالية، وهي أن الجديد ينبع أساسا من القديم، وأن هذا الجديد ـ في معناه الحقيقي ـ ما هو إلا مراجعة للقديم، أو هو إعادة تركيبه، أو هو تطويره و تثويره، أو هو تحينه، ولقد أوجد المسرحيون الرواد المغاربة هذا المسرح من شبه فراغ و اشتغلوا في ظروف صعبة جدا، وقاوموا الإستعمار بهذا المسرح المناضل و بإمكانيات محدودة و كانت تتملكهم الرغبة في الإبداع ورفع راية هذه الأمة العظيمة في العلالي، وحافظوا على مقومات الأمة المغربية و تنوع روافدها بهذا المسرح أيضا، وعلى إمتداد عقود طويلة حقق المسرحيون المغاربة وتجاربهم سواء الرائدة أو الشابة مكتسبات رائعة جدا من المحيط إلى الخليج واقتحمت هذه التجارب المغرببة المحيطات الأخرى في الشرق والغرب وتجاوزت الضفاف الأخرى إلى جانب تجارب و قوميات عالمية في المسرح، هذه المنجزات والتجارب كان من الواجب تطويرها وتجديدها وتزويدها بالإضافات دائما، سواء على مستوى البنية التحية، أو على مستوى المؤسسات المسرحية، أو على مستوى المكتبة المسرحية، أو على مستوى صورة المسرح المغربي في العالم، أو على مستوى التكوين المسرحي، أو على مستوى دمقرطة هذا الفن النبيل، والذي كان ينبغي أن يكون حقا مشاعا للجميع، في كل المدن والقرى والمداشر المغربية، وليس مجرد امتياز لأسماء معينة، أو لمدن مغربية محظوظة ومحدودة جدا، مدن لا تبتعد كثيرا عن محور الرباط ـ مراكش.
حقا، هناك مسرحيون شباب تنبتهم هذه الأرض بشكل فطري، ونكتشف فيهم الموهبة الخلاقة، ونجد لديهم عشق المسرح، ولكن شروط الإبداع الحقيقية تظل غائبة أو مغيبة، وهكذا تموت كثير من التجارب الواعدة وهي في المهد، و تهاجر مواهب أخرى إلى ما وراء البحار، لأنها لم تجد الرعاية ولا المناخ الصحي، ولهذا نجد المسرحييون المغاربة يتحركون في الطريق المسرحي بدون خارطة الطريق، وإلى حدود هذا اليوم، فإن كل شيء يسير (على الله) ، فالوزارة الوصية تدبر أمر هذا المسرح يوما بيوم، وهي لا تتوفر على إستراتيجية واضحة، ولا على أي مخططات عملية، وكل ما تفرضه على المسرح والمسرحيين هو من إبداع السادة الإداريين، والذين يشتغلون في المكاتب المغلقة، ويتعاملون مع فن المسرح ـ والذي هو فن التلاقي والحوار وفن الوضوح ـ بكثير من السرية، وبكثير من الحسابات التي لا علاقة لها بالفن والفكر والأدب والصناعة المسرحية، واليوم، ونحن نعيش عهدا جديدا، و نحيا في ظل قوانين جديدة ، نرى أنه من الضروري أن تعطى الكلمة للمسرحيين، وأن نحرص على أن يستعيدوا علاقتهم السليمة بفنهم وفكرهم و بغبار خشباتهم و بجمهورهم عامة ، و نرى أنه ـ وفي مغرب المؤسسات هذا ـ فإن على هذا المسرح ينبغي أن يصبح مؤسسة من المؤسسات الاجتماعية والثقافية والعلمية والخدماتية، و ألا يكون مجرد نشاط عشوائي مثل البناء العشوائي، ومثل التجارة العشوائية، ومع ذلك، فإننا في نقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة السينما والتلفزيون لا نملك، في هذا المسرح سوى أن نكون متفائلون، وأن نتوقع الجديد بالإصلاح والإلحاح على هذه المطالب المشروعة والتي هي حقوق مشروعة، ومع هذا الشباب المغربي الواعد، والذي ننتظر أن يقول كلمته الحقيقية، وأن يشتغل على صناعة المسرح المغربي، بكل تربته ومناخه، وبكل شروطه الموضوعية الضرورية، ومؤمنون بأن العمل النقابي في المسرح وفي المهن الفنية لا يقل خطورة عن الإبداع الأدبي و الفني فيه، وهذا ما يجعلنا في نقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة السينما و التلفزيون نواصل نضاالاتنا المشروعة في العديد من البلاغات بدون خوف أو ريبة، وذلك من أجل إرساء القواعد الأساسية للفن المسرحي، وأيضا، من أجل إعادة الاعتبار لرجل المسرح، والذي هو جوهر وروح هذا المسرح.
وعليه وحتى نضع الملح على جرح المسرح المغربي المتعدد الأوجه في تحديد المسؤوليات نقول كنقابة مهنية مواطنة ومستقلة ومن باب المسؤوليات التاريخية الملقاة على عاتقنا، و بمناسبة إحتفال الشغيلة على الصعيد العالمي والعربي والوطني بهذا العيد الاممي اليوم العالمي للمسرح الذي يصادف 27 مارس من كل سنة ، نقول في هذا الصدد وهي صرخة - سيزيفية -، إن صح التعبير قبل فوات الآوان وتضيع مكتسبات ناضل عنها شرفاء البلد نقول باختصار : لنا مشاكلنا وخصوصياتنا ومطالبنا في الوقت الذي نضع فيه بدائل ومخططات في جميع المجالات : الصناعية، الفلاحية، السياحية، الخدماتية نجد أن المسرح المغربي وأهله تحاك ضده بقصد أو بغير قصد جميع المتبطات والمعيقات بدء من المراسيم التي لا تصلح لأي شيء سوى لوضعها كحصيلة وأية حصيلة؟ إلى الإقتطاع الضريبي في زمن قل فيه الابداع وكثر فيه الخواء الفكري والفني والابداعي والإبتدال والتفاهة، وتم في هذا الزمن إدخلنا عنوة إلى دائرة ما يسمى بالصناعات الثقافية وأي صناعات،
إن خير الإجابة عن هذه الاختلالات هو الميزانيات التي يخجل ذكر أرقامها التي تم رصدها هذا العام لأكبر الجهات تعداد للساكنة، إننا اليوم، الممثل و المبدع و المؤلف والتقني و المؤدي المغربي عموما يعيش فوضى وتراجعات عن هذه المكتسبات، ولا نملك إلا التشبت بمطالبنا المشروعة وكل ماهو جميل في الحياة، وحتى نكون متفائلين على حد قول المسرحي المغربي عبد الصمد الكنفاوي " ليكون أملنا أوسع من دائرة القمر " .
كل عام و المسرحيون المغاربة بألف خير ...




 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : رشيد شكري