لنا دوما معكم لقاء

الأحد، 5 مارس 2023

هاينة بمسرح سيدي بليوط الدار البيضاء

استضافت منظمة النساء الاتحاديات جمعية محترف شمس للمسرح لعرض مسرحيتها ألف هاينة.. وهاينة بمسرح سيدي بليوط، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة والذي يصادف 8 مارس من كل سنة تحت شعار: "الحقوق الكاملة للنساء أساس الاختيار الديموقراطي"، قدمت جمعية محترف شمس للمسرح، عرضها المسرحي المتألق " ألف هاينة.. وهاينة على خشبة المركب الثقافي سيدي بليوط يوم ليلة السبت 4 مارس السبت 2023 ابتداء من الساعة الثامنة ليلا...

وما ميز هذا العرض عن سابقيه أنه كان أكبر تجمع نسائي تستقبله قاعة مسرح بالبيضاء، هو تكريم أصدقاء المحترف من خلال فنانيه: الفنان الكبير الملهم حسن لهبابطة والفنانة الشابة مروة شوقي والفنانة الكبيرة فاطمة الزهراء هدالي والذين اتحفوا وامتعوا الجمهور الكريم - بتيمية اجتماعية وفكرية ثقافية تخص المرأة (كلكن هاينة) وحماية الملكية الفكرية من خلال شخصيات بيجماليون النحاة وهاينة والصياد – النساء اللواتي حضرن وحجتن إلى احتفالية المكان، كن أغلبهن من النساء الاتحاديات ومن أصدقاء أب الفنون واللواتي فضلن الركح على الركون إلى الشاشة الصغيرة داخل خدرهم أو الاستجمام بالشوارع الكبرى لمدينة البيضاء واختار الدعوة الشرفية التي وجهتها منظمة النساء الاتحاديات ومحترف شمس للمسرح إلى الاجتماع والحضور إلى الوليمة الفنية الأدبية والثقافية التي يعرضها بمسرح سيدي بليوط ..

فهل يحتاج أب الفنون رصد حالته هذه الأيام بالبيضاء الكبرى؟ ومن خلالها عبر القلعة الفنية السوسيوثقافية الممتدة على التراب الوطني؟ ...

تحية عطرة لكل أعضاء جمعية شمس للمسرح، الذين ساهموا بامتياز وبكفاءة عالية، في بناء صرح تجربة جمعية محترف شمس للمسرح، أكيد نحن أمام ممثلين ممتعين وجادين وقادرين بقواسمهم وحمولتهم الفكرية التربوية والفنية، على ركوب المستحيل واستحضار الفعل كما أنهم واحة من الابداع المتأصل القادر على الهمز واللمز... وخلق فضاء للهوس..

ملخص مسرحية ألف هاينة وهاينة

تتناول أحداث مسرحية "ألف هاينة ...وهاينة، قضية مأساة الانسان الفنان التي يعيشها في الصراع بين القيم المتفاوتة وإشباعها لذاته المبدعة، وتتجسد الأحداث في حب "بجماليون" لمنحوتته التي اشتغل عليها 15 عاما، هذه الأعوام التي كانت رمزا للصراع بين الأمل والجمال والحب المطلق، فبجماليون صنع منحوتته ووضع فيها كل مهاراته الفنية اللا محدودة ليصل إلى التصور المثالي للمرأة وجمالها، فأسقط حبه للمرأة على هذا التمثال، لذلك دعا الآلهة أفروديت (آلهة الجمال والخصب عند اليونان) أن تحييه، فاستجابت لدعائه، فكانت (هاينة). 

تقدم هذه الأسطورة أعماق كل فنان، إنه يحس بروعة ما أبدعه، كما يحس بأن فنه هو ذاته لذا يرغب في التوحد معه، نظرا لفرادته وروعته، لذلك يستحق أن ينبض بالحياة وينال الإعجاب والخلود.

لكن هاينة المرأة لم تستسغ فرادته بها وتعلمه "أنها هاينة الإنسان وليست الحجر كما يريد أو جزء من منحوتاته بل هي من لحم ودم"، وما لبثت أن أصبحت غير مرغوبة من قبلِه، فتتشكل لديه منظومة متعددة الأبعاد من النقائص والعيوب، التي أدت إلى الكثير من الاضطراب والدمار الذي طال نفسيته من الداخل، وجعله في عراك مع الحقيقة فيقوم بتحطيم تماثيله وهاينة والمتحف، ليستسلم في النهاية وهو واقع لا بد أن يكون بمعزل عن الفن إذا أراد الفن الاستمرار في كونهِ أداةً للأمل ورمزًا للمطلق..

حضور الحكاية الشعبية في شخصية هاينة تمثل مخزوناً ثقافياً شعبياً على مستوى الذاكرة الجمعية.. ونقطة التلاقي بين المثنيين وهو الحضور القوي للمرأة بكل دلالات القهر والتهميش.. لنعمل من أجل مجتمع يستفيد من نسائه..


 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : رشيد شكري